الحرم الشريف مكتظ بالمصلين
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبد الباري الثبيتي - في خطبة الجمعة - : أن الضعفاء في المجتمع المسلم ، ميدان فسيح لمن يروم تكثير البركة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ " ، وإذا حلت البركة في حياة المسلم رزقه الله عقلاً ناضجاً بالفقه ، وقلباً حياً بالعلم والإيمان ، والزوجة الصالحة ، وأفاض على العبد المال الوفير ورفقه للإنفاق في وجوه البر والإحسان بركة ظاهرة ومنّة غامرة .
وقال : تقع على المسلمين جميعاً مسؤولية تحري البركة في أوطانهم وأمتعهم ، وتحقيق أسبابها وأبرز ذلك إعمار الأرض بمنهج الله ، قال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ، ولا ينكر عاقل رشيد أن الإعراض عن منهج الله تعالى سبب لزوال البركة وذهاب الخير.
وأضاف : بارك الله في أمة النبي صلى الله عليه وسلم فنمت وازدهرت حتى سبقت كل الأمم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِي؟ ، قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قال : ( هي النخلةُ ).
وتابع : جعل الله الأرض مستقراً لحياة العباد وبارك فيها وعمرها بالخيرات قال تعالى : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) اصطفى الله تعالى أنبياءه وأنعم عليهم بالبركة في حياتهم وأعمالهم ، والبركة تعني النمو والازدهار ، إذا حلّت في قليل كثّرته وإذا قرَت في مكان ظهر أثرها وفاض خيرها وعمَ نفعها المال والولد والوقت والعلم والعمل والجوارح .
وأردف : جعل الله البركة في البيت العتيق وطيبة الطيبة والمسجد الأقصى وما حوله قال تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ ) ، وقال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ).