قال: رجال الأمن يتصَدَّونَ بكفاءة لعصابات السرقة والإجرام
خصَّص الدكتور حمزة بن سليمان الطيّار؛ إمام وخطيب جامع الراجحي بحي الجزيرة، خطبة الجمعة، اليوم، للحديث عن جهود شرطة منطقة الرياض وإنجازاتها الأمنية المتوالية.
وقال "الطيّار": الأمنُ نعمةٌ عظيمةٌ، ومنةٌ كبيرةٌ يمتنُّ اللهُ تعالى بها على عبادِه، وهي نعمةٌ لا ينبغي أن نُغِبَّ الحديثَ عنها، ولا أن نُقَصِّر في واجبِ التذكيرِ بها؛ لأنَّ الناسَ لا غِنى لهمْ عنها، فأيّا ما كانت إمكاناتُ المرءِ فلا يتَهَنَّأُ بها ما لم ينْعَمْ بالأمنِ، ولولا الأمنُ بعد اللهِ تعالى لتعذرتْ على الناسِ عبادتُهم وأعمالُهم، ولتكدَّرتْ معايشُهم، وتفرَّق أمرُهم، وتشتَّت شمْلُهم، وإنَّ مِمَّا يحفظُ الله به النعمَ والتي منها الأمنُ: أن يستقيمَ الناسُ على طاعةِ الله تعالى ويشكرُوه، ويبتعِدوا عن أسبابِ عذابِه وسخطِه ولا يَكْفُروه، يقول الحق جل وعلا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فتحقيقُ التوحيد، والقيامُ بالطاعاتِ، وفعلُ الحسناتِ والقُرُباتِ، وترْكُ السيئاتِ، ونبذُ الموبقاتِ أسبابٌ رئيسةٌ، بعد توفيق الله تعالى، لانتشارِ الأمنِ في المجتمعاتِ، يقول الحق جل وعلا: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، ومكدِّراتُ الأمنِ ما هي إلا مخالَفاتٌ شرعيةٌ.
وأضاف: تصورُوا لو أنَّ مُروِّجي الشبُهاتِ الدينيةِ، ودعاةَ الانحلالِ والسفورِ، والتبرجِ والمجونِ، والسُّرَّاقَ والقتَلةَ والهاتكينَ للأعراضِ والغاشِّين والخائنينَ وآكلي أموالِ الناسِ بالباطلِ لو أنَّ الجميعَ أطاعُوا اللهَ تعالى، ورسولَه - صلى الله عليه وسلم -، وابتعَدوا عن هذِه الموبِقاتِ كيف تنْحسِمُ الشرورُ، وينعَمُ الناسُ بالأمنِ والاستقرارِ، وتزدهرُ البلدانُ، وتستقرُّ الدُّولُ، وتعيشُ المجتمعاتُ آمنةً مطمئنةً، وكذلك لو أنَّ من يبغِي على المجتمعِ، ويشُقُّ عصا الطاعةِ ائتمرَ بأوامرِ الله ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، ولزمَ سمعَ وطاعةَ أولي الأمرِ، لكان قد سدَّ بذلك باباً عظيماً من أبوابِ اختلالِ الأمنِ.
وأردف: مِنْ فضلِ اللهِ تعالى على عبادِه أن يقيِّضَ لهم مَن يحفَظُ لهم أمنَهم، ويُهيِّئَ لهم من يِضبِطُ لهم استقرارَهُم، وقد أنعمَ علينا بذلك، فله الحمدُ والشكرُ والثناءُ الحسنُ، فإنَّ ما تقومُ به دولتُنا المباركةُ من جُهدٍ في هذا الشأنِ من فضلِ اللهِ عليها وعلينا.
وتابع: من تأييدِ اللهِ أنْ أعانَ دولتنا على تعزيزِ مؤسَّسَاتِها وقِطَاعَاتِها الأمنيةِ بكافةِ أنواعِها، وشتَّى ألوانِها، كوزارةِ الدفاعِ، ووزارةِ الداخليةِ، ووزارةِ الحرسِ الوطنيِّ، ورئاسةِ أمنِ الدولةِ، وما في حكمِها والتي تشكِّلُ منظومةً متراصَّةَ الحلَقَاتِ، متناسقةَ الخَرَزاتِ.
وقال "الطيّار": من باب القولِ للمحسنِ أحسنتَ أنوِّهُ وأثَمِّنُ الجهودَ التي تقومُ بها أحد تلك القطاعاتِ ألا وهو شرطةُ منطقةِ الرياضِ التي تقومُ بجهدٍ عظيمٍ مشكورٍ، وعملٍ جليلٍ مبرورٍ، وإنَّ من حُسْنِ الحظِّ وتمامِ المنَّةِ أن يكونَ هذا الجهازُ بالمستَوى اللائقِ بِه من الكفاءةِ والمصداقيةِ، وذلكَ أنَّه يتَعاطَى مع تجنِّياتٍ متنوعةٍ لا تخْلو منها التجمعاتُ البشريةُ، وبعضُ تلكَ التَّجَنِّيَاتِ يُهَدِّدُ بعضَ الضرورياتِ الخمسِ التي لا تستقيمُ الحياةُ من دونِها، فكانتْ براعتُهم في مكافحةِ هذه الجرائمِ، وإخلاصُهم، ووفرةُ إمكاناتِهم من أهمِّ مقوِّماتِ الأمنِ.
وأضاف: لشرطةَ منطقةِ الرياضِ في هذه المقوِّماتِ اليدُ الطُّولَى، ولرجالِها جهدُهم المشاهَدُ الملحوظُ، المتمثِّلُ بانتشارِهم في الوقتِ والمكانِ المناسبيْن، وحضورِهم الفعَّالِ في الأسواقِ والمَجَامِعِ التجاريةِ والميادينِ والطرُقَاتِ، يتصَدَّونَ لعصاباتِ السرقةِ والإجرامِ، وينبُشونَ دفائنَها الخطيرةَ، ويكشِفونَ خباياها الدقيقةَ، ويضبِطونَ كلَّ مَن سوّلتْ له نفسُه المساسَ بأعراضِ الآخرينَ، وحُرُماتِ المبتاعين والمتسوِّقينَ، ويُوقفون المتطاولَ على الآمنِين، ويُمَكِّنُون مؤسَّسَاتِ تطبيقِ العدالةِ من رقبةِ كلِّ ظالمٍ تجاوَزَ حدَّهُ، وضايقَ غيرَهُ.
وأردف: بهذا يكونُ رجالُ شرطتِنا الأكفاءُ، الأشاوس الأخيارُ قد تكفَّلُوا لكلِّ مواطنٍ أو مقيمٍ يَعيشُ في هذه الدولةِ المباركةِ بأنَّهُ مَحْمِيُّ الحقوقِ، فلم تقتَصرْ مُهمتُهم على مكافحةِ الجريمةِ بمفهومِها المتبادِرِ، بل لتحقيقِ الأمنِ الشاملِ بأسْمى معانِيه، وحفظِ الاستقرارِ بكافَّةِ صُورِه، مما يبعَثُ الطمأنينةَ في النفوسِ، والأنْسَ في القلوبِ أمنٌ للديانةِ والأنفسِ والعقولِ والأعراضِ والأموالِ، وبحقٍّ كفَوْنا المؤونةَ، وملؤُوا العينَ والمكانَ، وسَدُّوا المسَدّ.
وتابع: من جهودِ رجالِ شرطةِ منطقةِ الرياضِ أنهم كشفوا عصاباتِ الجرائمِ، ممن امتهنوا سرقةَ السيارات، وسرقةَ المصلين ونشلَهم في المساجد، وأسهموا بجدارةٍ في الحملةِ الوطنيةِ الشاملةِ لتعقبِ مخالِفِي أنظمةِ الاقامةِ والعملِ وأمنِ الحدودِ "وطن بلا مخالف"، وضبطوا مستودعاتِ تخزينِ أغذيةٍ فاسدةٍ لو وجدتْ سبيلَها إلى بيوتِ الناسِ لدمِّرتْ صحتَهم، وتفاعلوا مع همومِ المجتمعِ، فكلّما استنكرَ المجتمعُ تصرفًا مُخِلّاً بالآدابِ والأخلاقِ مما يُتداولُ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، وغيرِها، هَبُّوا للقبضِ على ذلك المخالفِ، وأطاحوا به في وقتٍ قياسي.
"الطيّار" يخصّص خطبة الجمعة لإبراز جهود شرطة الرياض
صحيفة سبق الإلكترونيةسبق2018-01-19
خصَّص الدكتور حمزة بن سليمان الطيّار؛ إمام وخطيب جامع الراجحي بحي الجزيرة، خطبة الجمعة، اليوم، للحديث عن جهود شرطة منطقة الرياض وإنجازاتها الأمنية المتوالية.
وقال "الطيّار": الأمنُ نعمةٌ عظيمةٌ، ومنةٌ كبيرةٌ يمتنُّ اللهُ تعالى بها على عبادِه، وهي نعمةٌ لا ينبغي أن نُغِبَّ الحديثَ عنها، ولا أن نُقَصِّر في واجبِ التذكيرِ بها؛ لأنَّ الناسَ لا غِنى لهمْ عنها، فأيّا ما كانت إمكاناتُ المرءِ فلا يتَهَنَّأُ بها ما لم ينْعَمْ بالأمنِ، ولولا الأمنُ بعد اللهِ تعالى لتعذرتْ على الناسِ عبادتُهم وأعمالُهم، ولتكدَّرتْ معايشُهم، وتفرَّق أمرُهم، وتشتَّت شمْلُهم، وإنَّ مِمَّا يحفظُ الله به النعمَ والتي منها الأمنُ: أن يستقيمَ الناسُ على طاعةِ الله تعالى ويشكرُوه، ويبتعِدوا عن أسبابِ عذابِه وسخطِه ولا يَكْفُروه، يقول الحق جل وعلا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فتحقيقُ التوحيد، والقيامُ بالطاعاتِ، وفعلُ الحسناتِ والقُرُباتِ، وترْكُ السيئاتِ، ونبذُ الموبقاتِ أسبابٌ رئيسةٌ، بعد توفيق الله تعالى، لانتشارِ الأمنِ في المجتمعاتِ، يقول الحق جل وعلا: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، ومكدِّراتُ الأمنِ ما هي إلا مخالَفاتٌ شرعيةٌ.
وأضاف: تصورُوا لو أنَّ مُروِّجي الشبُهاتِ الدينيةِ، ودعاةَ الانحلالِ والسفورِ، والتبرجِ والمجونِ، والسُّرَّاقَ والقتَلةَ والهاتكينَ للأعراضِ والغاشِّين والخائنينَ وآكلي أموالِ الناسِ بالباطلِ لو أنَّ الجميعَ أطاعُوا اللهَ تعالى، ورسولَه - صلى الله عليه وسلم -، وابتعَدوا عن هذِه الموبِقاتِ كيف تنْحسِمُ الشرورُ، وينعَمُ الناسُ بالأمنِ والاستقرارِ، وتزدهرُ البلدانُ، وتستقرُّ الدُّولُ، وتعيشُ المجتمعاتُ آمنةً مطمئنةً، وكذلك لو أنَّ من يبغِي على المجتمعِ، ويشُقُّ عصا الطاعةِ ائتمرَ بأوامرِ الله ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، ولزمَ سمعَ وطاعةَ أولي الأمرِ، لكان قد سدَّ بذلك باباً عظيماً من أبوابِ اختلالِ الأمنِ.
وأردف: مِنْ فضلِ اللهِ تعالى على عبادِه أن يقيِّضَ لهم مَن يحفَظُ لهم أمنَهم، ويُهيِّئَ لهم من يِضبِطُ لهم استقرارَهُم، وقد أنعمَ علينا بذلك، فله الحمدُ والشكرُ والثناءُ الحسنُ، فإنَّ ما تقومُ به دولتُنا المباركةُ من جُهدٍ في هذا الشأنِ من فضلِ اللهِ عليها وعلينا.
وتابع: من تأييدِ اللهِ أنْ أعانَ دولتنا على تعزيزِ مؤسَّسَاتِها وقِطَاعَاتِها الأمنيةِ بكافةِ أنواعِها، وشتَّى ألوانِها، كوزارةِ الدفاعِ، ووزارةِ الداخليةِ، ووزارةِ الحرسِ الوطنيِّ، ورئاسةِ أمنِ الدولةِ، وما في حكمِها والتي تشكِّلُ منظومةً متراصَّةَ الحلَقَاتِ، متناسقةَ الخَرَزاتِ.
وقال "الطيّار": من باب القولِ للمحسنِ أحسنتَ أنوِّهُ وأثَمِّنُ الجهودَ التي تقومُ بها أحد تلك القطاعاتِ ألا وهو شرطةُ منطقةِ الرياضِ التي تقومُ بجهدٍ عظيمٍ مشكورٍ، وعملٍ جليلٍ مبرورٍ، وإنَّ من حُسْنِ الحظِّ وتمامِ المنَّةِ أن يكونَ هذا الجهازُ بالمستَوى اللائقِ بِه من الكفاءةِ والمصداقيةِ، وذلكَ أنَّه يتَعاطَى مع تجنِّياتٍ متنوعةٍ لا تخْلو منها التجمعاتُ البشريةُ، وبعضُ تلكَ التَّجَنِّيَاتِ يُهَدِّدُ بعضَ الضرورياتِ الخمسِ التي لا تستقيمُ الحياةُ من دونِها، فكانتْ براعتُهم في مكافحةِ هذه الجرائمِ، وإخلاصُهم، ووفرةُ إمكاناتِهم من أهمِّ مقوِّماتِ الأمنِ.
وأضاف: لشرطةَ منطقةِ الرياضِ في هذه المقوِّماتِ اليدُ الطُّولَى، ولرجالِها جهدُهم المشاهَدُ الملحوظُ، المتمثِّلُ بانتشارِهم في الوقتِ والمكانِ المناسبيْن، وحضورِهم الفعَّالِ في الأسواقِ والمَجَامِعِ التجاريةِ والميادينِ والطرُقَاتِ، يتصَدَّونَ لعصاباتِ السرقةِ والإجرامِ، وينبُشونَ دفائنَها الخطيرةَ، ويكشِفونَ خباياها الدقيقةَ، ويضبِطونَ كلَّ مَن سوّلتْ له نفسُه المساسَ بأعراضِ الآخرينَ، وحُرُماتِ المبتاعين والمتسوِّقينَ، ويُوقفون المتطاولَ على الآمنِين، ويُمَكِّنُون مؤسَّسَاتِ تطبيقِ العدالةِ من رقبةِ كلِّ ظالمٍ تجاوَزَ حدَّهُ، وضايقَ غيرَهُ.
وأردف: بهذا يكونُ رجالُ شرطتِنا الأكفاءُ، الأشاوس الأخيارُ قد تكفَّلُوا لكلِّ مواطنٍ أو مقيمٍ يَعيشُ في هذه الدولةِ المباركةِ بأنَّهُ مَحْمِيُّ الحقوقِ، فلم تقتَصرْ مُهمتُهم على مكافحةِ الجريمةِ بمفهومِها المتبادِرِ، بل لتحقيقِ الأمنِ الشاملِ بأسْمى معانِيه، وحفظِ الاستقرارِ بكافَّةِ صُورِه، مما يبعَثُ الطمأنينةَ في النفوسِ، والأنْسَ في القلوبِ أمنٌ للديانةِ والأنفسِ والعقولِ والأعراضِ والأموالِ، وبحقٍّ كفَوْنا المؤونةَ، وملؤُوا العينَ والمكانَ، وسَدُّوا المسَدّ.
وتابع: من جهودِ رجالِ شرطةِ منطقةِ الرياضِ أنهم كشفوا عصاباتِ الجرائمِ، ممن امتهنوا سرقةَ السيارات، وسرقةَ المصلين ونشلَهم في المساجد، وأسهموا بجدارةٍ في الحملةِ الوطنيةِ الشاملةِ لتعقبِ مخالِفِي أنظمةِ الاقامةِ والعملِ وأمنِ الحدودِ "وطن بلا مخالف"، وضبطوا مستودعاتِ تخزينِ أغذيةٍ فاسدةٍ لو وجدتْ سبيلَها إلى بيوتِ الناسِ لدمِّرتْ صحتَهم، وتفاعلوا مع همومِ المجتمعِ، فكلّما استنكرَ المجتمعُ تصرفًا مُخِلّاً بالآدابِ والأخلاقِ مما يُتداولُ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، وغيرِها، هَبُّوا للقبضِ على ذلك المخالفِ، وأطاحوا به في وقتٍ قياسي.
19 يناير 2018 - 2 جمادى الأول 1439
02:06 PM
قال: رجال الأمن يتصَدَّونَ بكفاءة لعصابات السرقة والإجرام
خصَّص الدكتور حمزة بن سليمان الطيّار؛ إمام وخطيب جامع الراجحي بحي الجزيرة، خطبة الجمعة، اليوم، للحديث عن جهود شرطة منطقة الرياض وإنجازاتها الأمنية المتوالية.
وقال "الطيّار": الأمنُ نعمةٌ عظيمةٌ، ومنةٌ كبيرةٌ يمتنُّ اللهُ تعالى بها على عبادِه، وهي نعمةٌ لا ينبغي أن نُغِبَّ الحديثَ عنها، ولا أن نُقَصِّر في واجبِ التذكيرِ بها؛ لأنَّ الناسَ لا غِنى لهمْ عنها، فأيّا ما كانت إمكاناتُ المرءِ فلا يتَهَنَّأُ بها ما لم ينْعَمْ بالأمنِ، ولولا الأمنُ بعد اللهِ تعالى لتعذرتْ على الناسِ عبادتُهم وأعمالُهم، ولتكدَّرتْ معايشُهم، وتفرَّق أمرُهم، وتشتَّت شمْلُهم، وإنَّ مِمَّا يحفظُ الله به النعمَ والتي منها الأمنُ: أن يستقيمَ الناسُ على طاعةِ الله تعالى ويشكرُوه، ويبتعِدوا عن أسبابِ عذابِه وسخطِه ولا يَكْفُروه، يقول الحق جل وعلا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فتحقيقُ التوحيد، والقيامُ بالطاعاتِ، وفعلُ الحسناتِ والقُرُباتِ، وترْكُ السيئاتِ، ونبذُ الموبقاتِ أسبابٌ رئيسةٌ، بعد توفيق الله تعالى، لانتشارِ الأمنِ في المجتمعاتِ، يقول الحق جل وعلا: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، ومكدِّراتُ الأمنِ ما هي إلا مخالَفاتٌ شرعيةٌ.
وأضاف: تصورُوا لو أنَّ مُروِّجي الشبُهاتِ الدينيةِ، ودعاةَ الانحلالِ والسفورِ، والتبرجِ والمجونِ، والسُّرَّاقَ والقتَلةَ والهاتكينَ للأعراضِ والغاشِّين والخائنينَ وآكلي أموالِ الناسِ بالباطلِ لو أنَّ الجميعَ أطاعُوا اللهَ تعالى، ورسولَه - صلى الله عليه وسلم -، وابتعَدوا عن هذِه الموبِقاتِ كيف تنْحسِمُ الشرورُ، وينعَمُ الناسُ بالأمنِ والاستقرارِ، وتزدهرُ البلدانُ، وتستقرُّ الدُّولُ، وتعيشُ المجتمعاتُ آمنةً مطمئنةً، وكذلك لو أنَّ من يبغِي على المجتمعِ، ويشُقُّ عصا الطاعةِ ائتمرَ بأوامرِ الله ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، ولزمَ سمعَ وطاعةَ أولي الأمرِ، لكان قد سدَّ بذلك باباً عظيماً من أبوابِ اختلالِ الأمنِ.
وأردف: مِنْ فضلِ اللهِ تعالى على عبادِه أن يقيِّضَ لهم مَن يحفَظُ لهم أمنَهم، ويُهيِّئَ لهم من يِضبِطُ لهم استقرارَهُم، وقد أنعمَ علينا بذلك، فله الحمدُ والشكرُ والثناءُ الحسنُ، فإنَّ ما تقومُ به دولتُنا المباركةُ من جُهدٍ في هذا الشأنِ من فضلِ اللهِ عليها وعلينا.
وتابع: من تأييدِ اللهِ أنْ أعانَ دولتنا على تعزيزِ مؤسَّسَاتِها وقِطَاعَاتِها الأمنيةِ بكافةِ أنواعِها، وشتَّى ألوانِها، كوزارةِ الدفاعِ، ووزارةِ الداخليةِ، ووزارةِ الحرسِ الوطنيِّ، ورئاسةِ أمنِ الدولةِ، وما في حكمِها والتي تشكِّلُ منظومةً متراصَّةَ الحلَقَاتِ، متناسقةَ الخَرَزاتِ.
وقال "الطيّار": من باب القولِ للمحسنِ أحسنتَ أنوِّهُ وأثَمِّنُ الجهودَ التي تقومُ بها أحد تلك القطاعاتِ ألا وهو شرطةُ منطقةِ الرياضِ التي تقومُ بجهدٍ عظيمٍ مشكورٍ، وعملٍ جليلٍ مبرورٍ، وإنَّ من حُسْنِ الحظِّ وتمامِ المنَّةِ أن يكونَ هذا الجهازُ بالمستَوى اللائقِ بِه من الكفاءةِ والمصداقيةِ، وذلكَ أنَّه يتَعاطَى مع تجنِّياتٍ متنوعةٍ لا تخْلو منها التجمعاتُ البشريةُ، وبعضُ تلكَ التَّجَنِّيَاتِ يُهَدِّدُ بعضَ الضرورياتِ الخمسِ التي لا تستقيمُ الحياةُ من دونِها، فكانتْ براعتُهم في مكافحةِ هذه الجرائمِ، وإخلاصُهم، ووفرةُ إمكاناتِهم من أهمِّ مقوِّماتِ الأمنِ.
وأضاف: لشرطةَ منطقةِ الرياضِ في هذه المقوِّماتِ اليدُ الطُّولَى، ولرجالِها جهدُهم المشاهَدُ الملحوظُ، المتمثِّلُ بانتشارِهم في الوقتِ والمكانِ المناسبيْن، وحضورِهم الفعَّالِ في الأسواقِ والمَجَامِعِ التجاريةِ والميادينِ والطرُقَاتِ، يتصَدَّونَ لعصاباتِ السرقةِ والإجرامِ، وينبُشونَ دفائنَها الخطيرةَ، ويكشِفونَ خباياها الدقيقةَ، ويضبِطونَ كلَّ مَن سوّلتْ له نفسُه المساسَ بأعراضِ الآخرينَ، وحُرُماتِ المبتاعين والمتسوِّقينَ، ويُوقفون المتطاولَ على الآمنِين، ويُمَكِّنُون مؤسَّسَاتِ تطبيقِ العدالةِ من رقبةِ كلِّ ظالمٍ تجاوَزَ حدَّهُ، وضايقَ غيرَهُ.
وأردف: بهذا يكونُ رجالُ شرطتِنا الأكفاءُ، الأشاوس الأخيارُ قد تكفَّلُوا لكلِّ مواطنٍ أو مقيمٍ يَعيشُ في هذه الدولةِ المباركةِ بأنَّهُ مَحْمِيُّ الحقوقِ، فلم تقتَصرْ مُهمتُهم على مكافحةِ الجريمةِ بمفهومِها المتبادِرِ، بل لتحقيقِ الأمنِ الشاملِ بأسْمى معانِيه، وحفظِ الاستقرارِ بكافَّةِ صُورِه، مما يبعَثُ الطمأنينةَ في النفوسِ، والأنْسَ في القلوبِ أمنٌ للديانةِ والأنفسِ والعقولِ والأعراضِ والأموالِ، وبحقٍّ كفَوْنا المؤونةَ، وملؤُوا العينَ والمكانَ، وسَدُّوا المسَدّ.
وتابع: من جهودِ رجالِ شرطةِ منطقةِ الرياضِ أنهم كشفوا عصاباتِ الجرائمِ، ممن امتهنوا سرقةَ السيارات، وسرقةَ المصلين ونشلَهم في المساجد، وأسهموا بجدارةٍ في الحملةِ الوطنيةِ الشاملةِ لتعقبِ مخالِفِي أنظمةِ الاقامةِ والعملِ وأمنِ الحدودِ "وطن بلا مخالف"، وضبطوا مستودعاتِ تخزينِ أغذيةٍ فاسدةٍ لو وجدتْ سبيلَها إلى بيوتِ الناسِ لدمِّرتْ صحتَهم، وتفاعلوا مع همومِ المجتمعِ، فكلّما استنكرَ المجتمعُ تصرفًا مُخِلّاً بالآدابِ والأخلاقِ مما يُتداولُ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، وغيرِها، هَبُّوا للقبضِ على ذلك المخالفِ، وأطاحوا به في وقتٍ قياسي.